وأخيرا أيها الرئيس، إننا مازلنا نصر ونطالب بحقوقنا السياسية والمدنية وسوف نظل –بعون الله تعالى- نطالب بها سواء في عهدتك أو عهدة غيرك وأنت المسؤول الأول على إرجاع الحقوق لأصحابها لأنك رئيس البلاد والقاضي الأول في البلاد وتملك من الصلاحيات ما يخولك ذلك، ولك في عمر بن الخطاب القدوة الذي قال "والله لو عثرت بعلة في العراق، لخشيت أن يسألني الله عنها، لم لم أسوي لها الطريق".
وقبل أن نلوم الشباب الساخط المتمرد على السلطة وقيم المجتمع، فبعضه دفعه ظلم السلطات إلى صعود قمم الجبال، وبعضه تأكله حيتان البحر وبعضه غصت به سجون الجزائر لأنه يأس من فرصة العمل الشريف مما دفعه إلى المخالفات والجنح والجرائم وبعضه ضيقنا عليه سبل الحياة الكريمة الشريفة وفوق هذا وذاك، يطيب لبعض مسؤولي الدولة اتهامهم أن لا غيرة وطنية لديهم؟؟ّ وكيف يطيب لنا اتهامهم، وهناك من يقول أن أكثر من 50% من إطارات الدولة ومسئوليها يحملون الجنسية المزدوجة وبعضهم عندما يغادر المسؤولية يسافر إلى فرنسا لينعم بأرقى الشقق التي لا يحوزها كبار المسؤولين الفرنسيين؟؟! وكيف نغرس فيهم حب الوطن ونحن نسومهم سوء العذاب في السجون والمعتقلات؟؟ّ ويصدر القضاء في حقهم أحكاما قاسية ويتغاض عن كبار الديناصورات الذين نهبوا المال العام لأن لنا عدالة مريضة معلولة، ألم يقل الشاعر – محمد العيد آل خليفة-
قل للولاة دعوا التضييق واقتصدوا * فربما جرنا التضييق للمـــرج
وليس يصلح سير التابعين لكــم * ما دام في سيركم ضرب من العرج
عودوا إلى الشعب بالحسنى فإنكـم * على كواهله ترقون فــي الدرج
فلا بد من المسارعة إلى إيجاد حلول سياسية حقيقية تقلع جذور الأزمة من أصولها وتعطي كل ذي حق حقه، واعلم أن في الجزائر رجالا على أتم الاستعداد للمشاركة في أي حل سياسي حقيقي هادف، يبتغون وجه الله والدار الآخرة وخدمة البلاد والعباد، "تلك الدار الآخرة، نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.